هو ابو عبادة الوليد بن عبيد الطائى شاعر عباسي ولد فى منبج بين حلب و الفرات فى السنة 206 ه / 821 م ولكن بعض الروات يذكرون انه لم يولد فى منبج نفسها وانما ولد فى قرية قريبة منها اسمها "زردفنة" و قضى البحترى ايام صباه الاولى فى بادية منبج بين العرب الطائيين الذين كانو ا منتشرين بها . و ليس من شك فى ان نشأته المبكرة بين البدو فى هذه البادية كان لها اثر فى اتجاهاته الفنية .
نشأ البحترى نشأة فقيرة و اخذت موهبته الفنية تتفتح منذ وقت مبكر من حياته , ويحدثنا الروات انه كان ينشد شعره صباه يمدح به الباعة المتجمعين امام مسجد منبج. و أهم حدث مر بالبحترى من حياته اتصاله بأبى تمام , اقرب الروايات الى القبول انه قصد ابا تمام فى حمص , زكان ابو تمام شاعرا مشهورا و كان له مجلس فى حمص يجلس فيه , و يجتمع اليه شباب الشعراء و الأدباء ليستمعوا الى شعره , و يعرضوا عليه اعمالهم الفنية , و يتلقوا منه توجهاته , واغلب الظن ان البحترى التقى بأبى تمام لأول مرة فى هذاالمجلس , وكان يشترك مع الأخرين فيه ,
و أعجب ابو تمام بقصيدته , فلما انفض مجلسه دعاه اليه و ارسله الى اهل معرة النعمان وقد رسل اليهم رسالة و امرهم بإكرامه , و عندما مضى البحترى اليهمم اكرموه بأربعة الاف درهم .
و قضى البحترى فترة من حياته فى معرة النعمان , ثم رحل الى العراق حاضرة الخلافة , و فى طريقه الى العراق نزل بكثير من الأسر الطائية فى الشام , و مدح رؤساءها و نال جوائزهم , ثم انتهى به المطاف الى بغداد , فاتصل بساتدتها و قوادها و أمرائها , ثم تحقق له اخيرا امله الذى كان يسعى اليه , فاتصل بالقصر العباسى و اخذ يمدح خلفاءه .و كانت الخليفة "المتوكل" و تبلغ مدائح البحترى فى المتوكل وحده ثلاثين قصيدة .
ولما قتل المتوكل , واضطرب الأمور السياسة من بعده رحل البحترى بعيد عن العراق الى الفارس و هو فيها يرثى كثيرا الخليفة رثاء حارا, و عاد البحترى بعد ذالك الى بلدته منبج, و قضى فيها فترة غير طويلة غزلة بعيد عن السياسة و السياسيين , ولكن يبدو انه ادرك ان هذه العزلة تجد شيئا ,فشد رحاله مرة اخرى الى العراق و اتصل
با لخليفة لمنتصر , وهو خليفة القاتل , فمات المنتصر بعد ستةاشهر منها , ثم يأتى المستعين ثم المعتز . و وطد البحترى صلته بالمعتز صلة اعاد بها سابق عهده بالقصر لعباسى ايام المتوكل , وأخذ مدائحه تتوالى عليه , و قد اجازه معتز على احدو مدائحه بستة الاف دينار. و فى اواخر خلافة المعتمد عاد البحترى عودته الأخرة الى منبج, يعيش حياة مترفة ناعمة هادئة بجائزة التى منحه المعتز
شعره
اذا مضينا بعد ذالك الى شعر البحترى لنتبين خصائصه الفنية و اسرار العمل الفنى عنده , فإننا نلاحظ من البداية ان البحترى لم يكن مثقفا تلك الثقافة العقلية الواسعة العميقة التى كان ابو تمام مثقفا بها , او نقول إن ثقافت البحترى إنحصرت او او شكت فى الثقافة العربية القديمة و فى شيء يسير من الثقافة الإسلامية الجديدة , ولكن لم يتصل اتصالا قريبا بالثقافة الأجنبية المتعددة التى اتصل بها ابو تمام , كما لم يأخذ بحظ يذكر من الثقافة العقلية و المنطيقية .فا لبحترى إذن شاعر قليل الحظ من الثقافة العقلية و الأجنبية , ولكنه وافر الحظ من الثقافة العربية القديمة .
وكان شعر البحترى ينقص من المنطق , فلا تظهر فيه تلك الروابط العقلية الدقيقة بين الأفكار التى تظهر بوضوح فى شعر ابى تمام ,وكان البحترى يفتخر نفسه بأصالة شعره , ومااجتمع له من العقل و التجربة فو فنه الحر, الذى خلا من التكلف حدود المنطق , كشعر امرئ القيس . فهو لم يسأل عن الشيء ما سببه وما نوعه , كما يفعل اهل المنطق. و ذالك لأن البحترى كان يؤمن بأن الشعر لا يمكن ان يكون صناعة عقلية تقوم على المزاوجة بين العقلى و الشعور او الإمتزاج بين الفن و الثقافة كما كان عند ابي تمام و وإنما كان يؤمن بأن الشعر عملية فنية تعتمد على العاطفة و الشعور , ولا صلة لها بالمنطق.
فا لبحترى فى كل شعره حريص اشد الحرص على إختيار الفاظه وانتقائها بحيث تتلائم مع الموضوع الذى ينظم فيه , ودائما نحس هذا الحرص على الملا ئمة بين اللفظى و الموضوع , مع جنوح واضح الى اللفظ القريب الى الفهم. و كان مذهب شعره يعتمد على حسن إختيار اللفظ السهل القريب الذى يشبهه بزهر الربيع الضاحك الجميل , وكانت الغرابة اللفظية تختفى تماما لتحل محلها الأناقة و الرشاقة و الجمال
نشأ البحترى نشأة فقيرة و اخذت موهبته الفنية تتفتح منذ وقت مبكر من حياته , ويحدثنا الروات انه كان ينشد شعره صباه يمدح به الباعة المتجمعين امام مسجد منبج. و أهم حدث مر بالبحترى من حياته اتصاله بأبى تمام , اقرب الروايات الى القبول انه قصد ابا تمام فى حمص , زكان ابو تمام شاعرا مشهورا و كان له مجلس فى حمص يجلس فيه , و يجتمع اليه شباب الشعراء و الأدباء ليستمعوا الى شعره , و يعرضوا عليه اعمالهم الفنية , و يتلقوا منه توجهاته , واغلب الظن ان البحترى التقى بأبى تمام لأول مرة فى هذاالمجلس , وكان يشترك مع الأخرين فيه ,
و أعجب ابو تمام بقصيدته , فلما انفض مجلسه دعاه اليه و ارسله الى اهل معرة النعمان وقد رسل اليهم رسالة و امرهم بإكرامه , و عندما مضى البحترى اليهمم اكرموه بأربعة الاف درهم .
و قضى البحترى فترة من حياته فى معرة النعمان , ثم رحل الى العراق حاضرة الخلافة , و فى طريقه الى العراق نزل بكثير من الأسر الطائية فى الشام , و مدح رؤساءها و نال جوائزهم , ثم انتهى به المطاف الى بغداد , فاتصل بساتدتها و قوادها و أمرائها , ثم تحقق له اخيرا امله الذى كان يسعى اليه , فاتصل بالقصر العباسى و اخذ يمدح خلفاءه .و كانت الخليفة "المتوكل" و تبلغ مدائح البحترى فى المتوكل وحده ثلاثين قصيدة .
ولما قتل المتوكل , واضطرب الأمور السياسة من بعده رحل البحترى بعيد عن العراق الى الفارس و هو فيها يرثى كثيرا الخليفة رثاء حارا, و عاد البحترى بعد ذالك الى بلدته منبج, و قضى فيها فترة غير طويلة غزلة بعيد عن السياسة و السياسيين , ولكن يبدو انه ادرك ان هذه العزلة تجد شيئا ,فشد رحاله مرة اخرى الى العراق و اتصل
با لخليفة لمنتصر , وهو خليفة القاتل , فمات المنتصر بعد ستةاشهر منها , ثم يأتى المستعين ثم المعتز . و وطد البحترى صلته بالمعتز صلة اعاد بها سابق عهده بالقصر لعباسى ايام المتوكل , وأخذ مدائحه تتوالى عليه , و قد اجازه معتز على احدو مدائحه بستة الاف دينار. و فى اواخر خلافة المعتمد عاد البحترى عودته الأخرة الى منبج, يعيش حياة مترفة ناعمة هادئة بجائزة التى منحه المعتز
شعره
اذا مضينا بعد ذالك الى شعر البحترى لنتبين خصائصه الفنية و اسرار العمل الفنى عنده , فإننا نلاحظ من البداية ان البحترى لم يكن مثقفا تلك الثقافة العقلية الواسعة العميقة التى كان ابو تمام مثقفا بها , او نقول إن ثقافت البحترى إنحصرت او او شكت فى الثقافة العربية القديمة و فى شيء يسير من الثقافة الإسلامية الجديدة , ولكن لم يتصل اتصالا قريبا بالثقافة الأجنبية المتعددة التى اتصل بها ابو تمام , كما لم يأخذ بحظ يذكر من الثقافة العقلية و المنطيقية .فا لبحترى إذن شاعر قليل الحظ من الثقافة العقلية و الأجنبية , ولكنه وافر الحظ من الثقافة العربية القديمة .
وكان شعر البحترى ينقص من المنطق , فلا تظهر فيه تلك الروابط العقلية الدقيقة بين الأفكار التى تظهر بوضوح فى شعر ابى تمام ,وكان البحترى يفتخر نفسه بأصالة شعره , ومااجتمع له من العقل و التجربة فو فنه الحر, الذى خلا من التكلف حدود المنطق , كشعر امرئ القيس . فهو لم يسأل عن الشيء ما سببه وما نوعه , كما يفعل اهل المنطق. و ذالك لأن البحترى كان يؤمن بأن الشعر لا يمكن ان يكون صناعة عقلية تقوم على المزاوجة بين العقلى و الشعور او الإمتزاج بين الفن و الثقافة كما كان عند ابي تمام و وإنما كان يؤمن بأن الشعر عملية فنية تعتمد على العاطفة و الشعور , ولا صلة لها بالمنطق.
فا لبحترى فى كل شعره حريص اشد الحرص على إختيار الفاظه وانتقائها بحيث تتلائم مع الموضوع الذى ينظم فيه , ودائما نحس هذا الحرص على الملا ئمة بين اللفظى و الموضوع , مع جنوح واضح الى اللفظ القريب الى الفهم. و كان مذهب شعره يعتمد على حسن إختيار اللفظ السهل القريب الذى يشبهه بزهر الربيع الضاحك الجميل , وكانت الغرابة اللفظية تختفى تماما لتحل محلها الأناقة و الرشاقة و الجمال
0 komentar:
Posting Komentar