2009-04-15

علم اللغة يدرس اللغة وموضوعه

إن علم اللغة يدرس اللغة من أجل ذاتها,أي أنه يدرسها لغرض الدراسة نفسها,يدرسها دراسة موضوعية تستهدف الكشف عن حقيقتها,فليس من موضوع دراسته أن يحقق أغراضا تربوية مثلا أو أية أغراض عملية أخرى.إنه لا يدرسها هدفا إلى ترقيتها أو إلى تصحيح جوانب منها أو تعديل أخرى,إن عمله قاصر على أن يصفها ويحللها بطريقة موضوعية.

و اللغة التى يدرس علم اللغة ليست الفرنسية , أو الإنجليزية أو العربية, ليست لغة معينة من اللغات. إنما هي اللغة التي تظهر و تحقق فى أشكال لغات كثيرة و لهجات متعددة و صور مختلفة من صور الكلام الإنساني . فمع أن اللغة العربية تختلف عن الإنجليزية و هذه الأخيرة تفترق عن الفرنسية إلا أن ثمة أصولا و خصائص جوهرية تجمع ما بين هذه اللغات و تجمع ما بينها و بين سائر اللغات و صور الكلام الإنسانى و هو ان كلا منها لغة, ان كلا منها نظام إجتماعى معين تتكلمه جماعة معينة بعد أن تتلقاه عن المجتمع , و تحقق به وظائف خاصة , و يتلقاه الجيل الجديد عن الجيل السابق , و يمر هذ النظام بأطوار معينة متأثرا بسائر النظم الإجتماعية و السياسية و الإقتصادية و الدينية و وهكذا إلخ …

فموضوع علم اللغة إذن ليس لغة معينة من اللغات , بل اللغة من حيث هي وظيفة إنسانية عامة , اللغة من حيث هى وظيفة إنسانية , و التى تبدو فى أشكال نظم إنسانية إجتماعية تسمى اللغات كا لروسية و الإيطالية و الأسبانية , أو اللهجات أي اسم أخر من الأسماء. هذه الصورة المتنوعة المتعددة واحدة فى جوهرها و تمثل وظيفة إنسانية. هذه هي اللغة التى هي موضوع علم اللغة

اللغة كلام

إن علم اللغة الذي يتخذ اللغة موضوعا له هي اللغة التى تقوم على علاقة مضمونات الفكر الإنساني بأصوات ينتجها النطق. إن اللغة التى تقوم على إصدار واستقبال إصوات تحدثها عملية الكلام فالأصل فى اللغة أن تكون كلاما و مشافهة , أما الكتابة أو لغة الكتابة فهي لغة أخرى تقصد إلى تمثيل الكلام المنطوق بطريقة منظورة . فالكتابة اختراع إنسانى , لا حق على اختراع اللغة , وبعد المجتمعات لم توجد لنفسها هذه الوسيلة المنظورة من تمثيل اللغة الملفوظة .

طبيعة اللغة

الكلام وظيفة إنسانية "غير غريزية" و "غير موزونة "
الكلام وظيفة ثقافية مكتسبة
بدأ سابير بأن قرر أن الكائن البشري العادي مقدر له السير , لا لأن من يكبره سيتولى تعليمه هذالفن , بل لأن تكوينه العضوي معد منذ الحمل , للقيام بهذالعمل . وعلى هذا فليس للثقافة دخل هام فى هذا الشأن و لقد يقال و هو قول بحق باعتبار ما أن الفرد مقدر له الكلام فليس ثمة إنسان عادي لا يتعلم الكلام و لكن مرجع هذا أن الإنسان لايولد فى الطبيعة و حسب , بل إنه يولد فى حجر مجتمع من المؤكد. إنه سيوجهه نحو تقاليده . فإذا عزل وليد عن أي مجتمع إنساني فإنه سيتعلم كيف يسير لو قدر له أن يبقى على قيد الحياة , و لكنه لن يتعلم كيف يتعلم أى كيف يمارس النشاط اللغوى طبقا للنظام التقليدي السائدفى أى مجتمع من المجتمعات .

ثم إنه لو نقل وليد من بئته الإجتماعية التى ولد فيها إلى أخرى مختلفة عنها أشد الاختلاف فإنه سيسير فى بيئته الجديدة سيره لو ظل فى بيئته القديمة , ولكن كلامه الذى سيتعلمه فى هذا الحال يكون مغايرا تمام المغايرة لكلام بيئته التى ولد فيها . فالسير نشاط إنساني لا يختلف إلا فى نطاق ضيق , و ذلك إذا انتقلنا من فرد إلى فرد و اختلاف غير إرادي و لا غرض منه . أما الكلام نشاط إنساني يختلف ايما اختلاف إذا انتقلنا من مجتمع إلى مجتمع لأنه ميراث تاريخي محض للجماعة لأنه نتاج الإستعمال الإجتماعى الذى استمر زمنا طويلا .

علم اللغة جزء من علم أعم و علم العلامات = السميولوجيا

اللغة من حيث إنها مجموعة من العلامات أو الرموز هي الأصوات التى يحدثها جهاز النطق الإنساني و التى تدركها الأذن , هذه الأصوات التى تؤلف بطرائق اصطلاحية فى كلمات ذات دلالات اصطلاحية . إن اللغة بهذالإعتبار تشترك مع طائفة أخرى من النظم سواء اتسعت دائرة الاصطلاح او ضاقت , وأيا كانت المادة التى يتكون منها أي نظام من هذه النظم , و أيا كانت الحاسة التى يتجه إليها أو يخاطبها أي نظام منها .
ومن الممكن نظرا أن يقابل كل حاسة من الحواس الإنسانية نظام من العلامات الاصطلاحية ذات الدلالة , وهي إن خاطبت الأذن تكون سمعية , و بصرية إن خاطبت العين , ولمسية إن خاطبت اليد , و شمية إن خاطبت الانف , و مذاقية إن خاطبت اللسان . و تاريخ المجتمعات الإنسانية شاهد بأنها إن تجد نظما أو لغات لو توسعنا فى الإستعمال و ترخصنا من معظم هذه الأنواع , ولكن بعضها أكثر شيوعا من بعض

علم اللغة يستعين بعلوم أخرى

علم اللغة يستعين بعلوم أخرى : علم الإجتماعى العام , علم الأجناس البشرية , علم الوراثة , علم الحياة العام , علم وظائف الأعضاء , علم التشريح , أمراض الكلام , التاريخ , الجغرافيا.
لما كانت اللغة ظاهرة إجتماعية فدراستها من ناحية , جزء من علم الإجتماعى العام . و الحق أن كثيرا من التقدم الذى أحرزته الدراسة اللغوية حديثا راجع إلى الإستعانة بحقائق من علم الإجتماعى و الى وصل دراسة اللغة بدراسة المجتمع . ثم إن كثيرا من المعلومات الخاصة بنشأة اللغة الإنسانية و بتطورها وبصيلة ذالك المخ الإنسانى و كثيرا من المسائل المتعلقة باكتساب اللغة , لا معدي فى التعرض لها عن الإستعانة بعلم الأجناس البشرية ( الأنثر و بو لوجيا ) و بعلم الوراثة و بعلم الحياة العام فضلا عن علم الإجتماعى . ولكن هذه الأصوات تصدر نتيحة تعاون طائفة من أعضاء الجسم الإنسانى كا لرأتين و الحجرة و اللسان و الفم و الأنف و الشفتين و الأسنان و ما سوى ذلك . و إذن فلهذه الأصوات فسيولوجي . و لن يتأتى توضيحها و و لن يتعتى توضيحها و إدراك حقيقتها إلا بدراسة بعض العلاقات القائمة بين أعضاء الجسم الإنسانى المشتركة فى إحداث الأصوات , أى بدون الإستعانة بعلم وظائف الأعضاء و بعلم التشريح . فعلم التشريح والفسيولوجيا يفسران ألية الأعضاء المشتركة فى تكوين الأصوات .

علم اللغة و علم النفس

و الكلام ليس مجرد إصدار أعضاء من الجسم الإنسانى بأصوات معينة . إن هذه الأصوات توجه إلى أذن , و سامع تقوم فى ذهنه عمليات عقلية متعددة حتى تتحول الأصوات إلى دلالات . و المتكلم نفسه قبل أن يشرع فى الكلام و أثنائه و بعده أحيانا إن كان ينتظر إجابة مثلا تقوم فى نفسه سلسلة من العمليات العقلية أو النفسية , ففهم الكلمات و بعض ما يتعلق بها من حيث تكوينها و سماعها مرتبط بسلسلة من العمليات العقلية و من هذا كان ارتباط علم اللغة بعلم النفس . إن علم اللغة يستعين بحقائق توصل اليها علم النفس العام كما أنه يستعين بحقائق توصلت إليها دراسات و علوم أخرى .

علم اللغة انعكاسي و استبطاني

إن علم اللغة يجابه صعوبة لا يواجهها سواه فهو يدرس اللغة باللغة فى تقرير دراسته . فمادة دراسته هي نفسها المادة التى يستعملها للتعبير عنها و لتقريرها . ان العالم اللغوي يستعمل اللغة عن اللغة , و الكلمات عن الكلمات . ولما كان الباحث اللغوى عندما يقيم حقائقة مقيدا باللغة التى يصطنعها , فمن هنا كانت الدعوة الدائبة بين المحدثين من علماء اللغة الى إعادة النظر فى لغتهم اى فى المصطلحات التى يستعملونها .
وليس فى الدراسة اللغوية تطابق تام حقيقي فى المصطلحات . فالعلم أي علم مشروط باللغة التي يؤدي بها فى General linguistics فى الإنجليزية لا تطابق La linguistique Generale فى الفرنسية ولا Linguistics تطابق La linguistiqie وليست Phonetics فى الإنجليزية ليست La Phonetique الفرنسية . و كلمة Son الفرنسية ليست sound الإنجليزية فى كل حال , و Semanticsغير La Semantique و هكذا .
إن علم اللغة الذى يؤدى باللغة الإنجليزية مقصود به العالم الذى يستعمله فى جماعة تتكلم اللغة الإنجليزية . وهكذا فعلم اللغة فى البلاد العربية يجب أن يؤدي با لعربية عن العربية و عن غيرها نت اللغات كا الإنجليزية او الألمانية أو العبرية.

مباحث فقه اللغة

إن فى بعض الكتب اللغوية التى طرقت إلى مفهومي علم اللغة و فقه اللغة إشارة إلى أن الحركة اللغوية تطورت تطورا سريعا فى السنوات الأخيرة تميل إلى التمييز بينهما على اساس
1. ان منهجية فقة اللغة تختلف عن منهجية علم اللغة بحيث أن الأولى تدرس اللغة على انها وسيلة لدراسة الحضارة او الأدب من خلال اللغة و الثانية تدرس اللغة لذاتها
2. ان ميدان فقه اللغة اوسع و أشمل , اذ ان الغاية النهائية منه دراسة الحضارة و الأدب و البحث عن الحياة العقلية من جميع و جوهها لذالك إهتم فقهاء اللغة بتقسيم اللغات و مقارنتها بعضها مع بعض و بإعادة صياغة النصوص القديمة لشرحها فى سبيل التعرف على ما تتضمنه من مضامين حضارية بمختلف و جوهها ففقه اللغة هو الأرض الواسعة بين علم اللغة من ناحية و بين الدراسات الأدبية و الإنسانية من ناحية أخرى . اما علم اللغة فيركز على التحليل لتركيب اللغة و وصفها كميدانه الأساسي .
3. و علم اللغة يدرس فيه الأصوات من ناحية صفتها دون النظر إلى وظائفها و يدرس الصيغ اللغوية و الوحدات الصرفية . و ميدانه الجملة و دراسة عناصرها و تركيبها , و يدرس المعاني سواء معاني الألفاظ المفردة أم الجمل و العبارات .






0 komentar:

SELAMAT DATANG.....!!! Happy Fun and Enjoy....

Mau menjelajah...?

Welcome...



Thanks For Joining

Selamat datang di sahara's community, sebuah blog pribadi, namun saya namakan sahara's community karena blog ini adalah rumah ilmu bagi siapapun yang mengunjungi blog ini, Blog ini adalah blog sastra, namun juga terdapat artikel umum hasil corat-coret tangan. semua makalah sastra yang tertulis adalah tugas-tugas kuliah selama menjadi mahasiswa di UIN Jakarta, semoga bermanfaat untuk referensi dan perbandingan. Bagiku .... dunia maya lebih indah dari pada dunia yang sesungguhnya..... salam


 

Design by Amanda @ Blogger Buster